معظم الأشخاص يلقي باللوم على الهرمونات كونها من الممكن أن تكون غير نظامية تؤدي لتساقط شعر فروة الرأس وفي حقيقة الأمر فإنه يقع على الهرمونات مسؤولية قليلة فقط وتؤدي لتساقط بعض الشعر المزعج لمعظم الناس وفي كافة الأعمار , ويتهاون العديد الأشخاص بظروف الحياة المختلفة النفسية والصحية والبيئية والتي قد تؤثر على الجسم وتؤدي لفقدان الشعر , ولا ننسى هنا أنه يوجد تساقط شعر طبيعي ويعتبر جزء من دورة حياة الشعرة الطبيعية لينمو بعدها شعرة جديدة وحيوية , أما عند النساء فتتركز حالات تساقط الشعر بشكل طبيعي في فترة انقطاع الطمث وحالات الحمل وبعد الولادة , وكذلك عند الرجال فهم يتعرضون لفقدان الشعر فمنذ الوصول إلى سن البلوغ وبسبب إجهاد أجهزة الجسم لاستكمال نمو جسم الشاب للوصول إلى مقومات الرجل الكاملة ,أما بالنسبة للأشخاص المسنين ذكوراً وإناثاً فقد يصل نسبة تساقط الشعر لمرحلة متقدمة من الصلع وهي تتأثر بعدة عوامل مثل العوامل الوراثية وتكون بدرجات متفاوته .
إن عدم نمو الشعر باستمرار يعتبر من الخصائص الطبيعية لدى الجنس البشري ,تعتبر بصيلات الشعر العناصر الأساسية لإنتاج الشعر والتي تمر في دورة حياتها بعدة مراحل من النمو , الفترة الأولى هي فترة إطالة الشعر , وتتبعها فترة الراحة وتدعى علمياً ( مرحلة تيلوجن ) , وعند تساقط الشعر بشكل طبيعي يظهر مكانه شعر جديد , فهي تعتبر دورة حياة الشعرة الطبيعية .
لا يمكن تحديد موعد عملية نمو الشعر لدى الإنسان عند حدوث فقد معين ولا معرفة سببها , حيث يمكن أن تحدث في أي زمن وذلك لاختلاف طبيعة بصيلات الشعر من شخص إلى آخر , كما أنه يمكن أن تختلف بصيلات الشعر عن بعضها عند نفس الشخص , هذه الدورة الحيوية الطبيعية , فعند شخص واحد يوجد أكثر من دورة حيوية وتختلف من بصيلة إلى أخرى , ولذلك من الطبيعي تعرض بعض الشعر للتساقط اليومي وهو لا يؤثر بشكل واضح بسبب تزامنه مع نمو شعر جديد .
إن من أحد أسباب تساقط الشعر تعرضه لكميات كبيرة من العطر ورائحته ،والتي قد تسبب عند بعض الأشخاص التهاباً رئوياً فمن الأولى والبديهي أن تتأثر بصيلات الشعر بهذه الروائح, بحيث تبدأ هذه البصيلات بإبداء أقصى مراحل النشاط لديها لكي تدافع عن الشعر وتحميه من روائح العطر , إن مرحلة الدفاع عن الشعر تجعل البصيلات توقف حياتها الطبيعية والتي تتمثل بنمو الشعر بشكل مؤقت , وللعلم فإن الدورة الخاصة لبصيلات الشعر عند الشخص الواحد يمكن أن تبقى عدة شهور وهي تعتبر فترة طويلة نسبياً ، ويصبح واضحاً تساقط الشعر لعدة شهور وذلك بسبب ما ذكرنا أعلاه , وهو غير معروف عند معظم الأشخاص , أما بالنسبة للوقت الذي يتم فيه توقف نمو وزيادة طول الشعر يكون هو وقت شفاء البصيلات وبعض الخلايا المسؤولة عن انتاج الشعر وتغذيته , وللتذكير فإن مرحلة تساقط الشعر يتبعها مباشرةً مرحلة الشفاء والنمو الطبيعي للشعر الجديد .
أ – الغدة الدرقية وعلاقتها بتساقط الشعر:
1 – اضطراب افرازات الغدة الدرقية الشديدة , إن زيادة النشاط في الغدة الدرقية يؤدي أحياناً إلى تساقط الشعر بشكل كبير وقد ينتشر على كافة فروه الرأس ويظهر الشعر بشكل مبعثر , وإعادة النمو مع العلاج المستمر لاضطرابات الغدة الدرقية , والذي قد سيستغرق عدة شهور ويمكن أن تكون النتائج غير مرضية تماماً , وقد أصبح غير المألوف للعلاج المستمر(الإكلينيكى ) لفرط نشاط الغدة أو للغدة الدرقية , أو الاضطرابات فى الغدة قصيرة الأجل ليسبب فقدان الشعر .
2 – بعض أشكال فرط افرازالغدة الدرقية أوأمراض الغدة الدرقية ، يمكن أن تظهر بشكل مفاجئ ويمكن تشخيصها مبكراً ,وقد يكون الشخص مريض بإحدى مشاكل الغدة الدرقية لأشهر أو سنوات بدون تشخيص ، ويكون تساقط الشعر الناتج عن مرض الغدة الدرقية بشكل واضح بعد مرور عدة أشهر منذ اصابة الغدة الدرقية بالمرض , ويعود ذلك إلى دورة حياة الشعر الطويل كما ذكرناه سابقاً , وتكون المفارقة في مثل هذه الحالات .. بأن الأشخاص الذين يصابون بتساقط الشعر قد بدؤوا العلاج للغدة الدرقية , والكثير منهم يعتقد أن المشكلة تكمن في أدوية الغدة الدرقية وهذا غير صحيح , وقد يقوم المريض بترك العلاج بسبب اعتقاده غير الصحيح , ويمكن أن تزداد الأعراض المرضية وتتفاقم والتي تؤدي بدورها إلى تساقط الشعر.
ب – العلاج المضاد للغدة الدرقية وتساقط الشعر:
بعض الأدوية المضادة للغدة الدرقية مثل (بروبيل وكربيمازول و ثيوراسيل ) , له تأثير في تساقط الشعر ولكنه نادر ما يحصل , ومن وجه الصعوبة معرفة سبب تساقط الشعر هل هو من آثار فرط نشاط الغدة أم من الأدوية المضادة لمشاكل الغدة الدرقية , وعلى كل حال السبب ليس من أدوية الغدة الدرقية , ولأنه ليس من المعتاد لدا بعض المرضى استخدام علاج بديل لفرط الدرق , كاليود المشع حتى لا يتسبب بتساقط الشعر بسبب تناول العلاج .
ج – المناعة الذاتية وتساقط الشعر وأمراض الغدة الدرقية :
أكثر الأشخاص مع فرط أو انخفاض نشاط الغدة الدرقية , يصبح لديهم اصابة بالغدة الخاصة بالمناعة الذاتية , كداء الثعلبة بسبب هجوم فجائي من جهاز المناعة على فروة الرأس والتي تؤدي لتساقط الشعر , داء الثعلبة يتكون من أشكال دائرية فى كثير من الأحيان , وبأماكن مبعثرة , ولا يوجد فيها شعر نهائياً , يعتبر مرض بسيط وعابر وليس له مضاعفات أخرى ويختفي تماماً مع العلاج , وفي حال اهماله قد يؤدي إلى حالات صلع كبيرة , ويمكن أن يسبب تساقط الشعر الناتج عن المناعة الذاتية إلى ظهور أشكال مشابهة للندبات الجلدية (كمرض الذئبة الحمامية ) , وهو من الأمراض الذي يرتبط بأمراض الغدة الدرقية والخاصة بالمناعة الذاتية, ومن الأمراض التي ترتبط بأمراض الغدة الخاصة بالمناعة الذاتية تفاوت مواعيد الدورة الشهرية عند النساء وكذلك تكيس المبايض و ارتفاع الوزن وحب الشباب عند الفتيات والشباب.
د – كيف يمكننا تحديد الأسباب الحقيقية لتساقط الشعر:
إن تساقط الشعر يعتبر من الأمور المزعجة وهو يدعو إلى القلق ,لذلك لابد من استشارة الطبيب ويصبح تساقط الشعر غير طبيعي بالنسبة لمرض الغدة الدرقية , ويعتبر تساقط الشعر أحد أعراض مرض الغدة الدرقية ولكنه ليس الوحيد , والطبيب وحده القادر على تشخيص المرض وهو الذين يقرر هل المريض بحاجة إلى فحوصات وتحاليل اضافية لاستبعاد أي اسباب أخرى قد تؤدي إلى فقدان الشعر ومنها يمكن أن يكون نقص الحديد والذي بدوره يؤدي إلى الاصابة بفقر الدم (الانيميا) , ويوجد أسباب نادرة لتساقط الشعر والمريض وحده هو الذي يشعر بكمية الشعر الذي يتساقط منه , وعليه استشارة طبيب الأمراض الجلدية لتشخيص حالته بدقة .
– كيف يجب أن أتصرف ؟
كافة حالات تساقط شعر الحاجب وشعر فروة الرأس والذي هو ناجم عن اضطرابات الغدة الدرقية يكون بشكل مؤقت , وقد يستغرق علاج هذه الحالات شهور عدة حتى يتم نمو الشعر والاستفادة من فعالية الدواء المستخدم , ويجب على المريض الاقتناع بالتعافي التام وأن يكون متيقن من هذا الأمر , ويمكن للشعر الذي ينبت بعد العلاج أن يختلف عن الشعر الأساسي بالملمس واللون .
ويفيد التحدث مع الطبيب المعالج اقناع المريض بأنه ليس هو الشخص الوحيد الذي يعاني من هذا المرض , ومن المفيد المحافظة على الزيارات للطبيب حتى يزول الأثر النفسي السلبي لشعور تساقط الشعر .
– نصائح مهمة جداً :
1 – يجب أن لا يتوهم المريض بوجود علاج سحري وسريع وأن الشفاء سوف يكون سريعاً , لأن الانسان ممكن أن يتعرض للخير ويمكن أن يبتليه الله .
2 – يجب أن يكون الإنسان على يقين من أن تساقط الشعر قد لا يكون بسبب الغدة الدرقية .
3 – يجب على الطبيب الحصول على معلومات كافية من المريض وبناءً على هذه المعلومات يقوم بتشخيص المرض ويؤسس نظرته التشخيصية وكل الخطوات التي يجب بحكم خبرته وممارساته اليومية والتي تمكنه من تحديد السبب المباشر لتساقط الشعر من بين عدة أسباب قد تكون موجودة وهنا يستطيع وصف العلاج المناسب لهذه الحالة , وفي معظم الأحوال يأتي تشخيص أمراض تساقط الشعر من قبل أطباء مختصين بالجلدية , باعتبار أن المسؤولية تلقى على عاتقهم في تعريف المريض على داء الثعلبة وكذلك الثعلبة الذكرية ويجب نشر حملات توعية وتنظيم بعض الملصقات التي توضح عن هذه الأمراض وأسرع طريقة لتشخيصها والبدء بالعلاج فور التشخيص من أجل الوصول إلى نتيجة سريعة ومضمونة في الشفاء .
4 – يجب الاهتمام بشكل جيد بغسيل الشعر , والمحافظة على الاستخدام الأمثل للأدوية وعدم اهمالها والحرص على أخذها ضمن الموعد بدقة متناهية , وهنا تجدر الاشارة الى أنه يجب أخذ الحيطة والحذر من الوصفات الشعبية أو المنزلية ومراجعة الطبيب المختص لأخذ العلاج المناسب , وعلى المريض في حال الاشتباه بحدوث أي من الأمراض الجلدية للشعر عدم استخدام الصبغة أو مستحضرات التجميل المتخصصة بالشعر إلا بعد موافقة الطبيب , ويجب استخدام مشط له أسنان متفرقة بعض الشيء .
5 – يجب الحذر من أي مواد يدخل في تركيبها اليود مثل بعض مستحضرات التجميل البحرية والتي تحتوي نسبة عالية من اليود , وكذلك تجنب المواد التي قد تكون سبب في أمراض الغدة الدرقية وبالتالي تؤدي إلى تساقط الشعر .
6 – يستطيع المريض استخدام بعض مستحضرات التجميل التي يحتوي تركيبها على مكملات اليود ولكن طبعاً بعد موافقة الطبيب أو أن يكون الطبيب هو الذي يصفها له وتكون متوافقة مع حالة هذا المريض فقط يمكن , ويقوم الأطباء بوصف برنامج غذائي للمريض يكون يحتوي على مكملات غذائية وأطعمة فيها نسب جيدة من الكالسيوم والفيتامينات التي تساعد المريض على سرعة الشفاء .
7 – وفي النهاية يمكن لنا القول أن بعض أصحاب مراكز تصفيف الشعر الذين يمتلكون الخبرات الكبيرة والمؤهلين جدياً يمتلكون القدرة على نصح المريض ومواكبته حتى انتهاء الفترة العلاجية له بشكل آمن.